الحفر البالوعية
 |
| الحفر البالوعية |
الحفر الغائرة أو البالوعات هي منخفض طبيعي أو
حفرة في سطح الأرض تكونت نتيجة لإزالة التربة أو الغطاء الصخري أو كليهما معا وذلك
من خلال الماء. وقد تتكون هذه الحفر تدريجيا أو بشكل مفاجئ. تعتبر الحفر البالوعية
من أكثر الظاهرات الجيومورفولوجية شيوعا وانتشارا حيث أنها موجودة في جميع أنحاء
العالم تقريبا، وتنتشر خصيصا في أقاليم الكارست إذ يكاد لا يجلو منها إقليم من
أقاليم الكارست . كما توجد هذه الحفر البالوعية بأعداد كبيرة في مناطق التكوينات
الجيرية.
كيف تشأ الحفر البالوعية:
قبل أن نتحدث عن كيفية نشأت الحفر البالوعية
سنتطرق لفهم العملية التي تنشأ عن إثرها هذه الحفر ألا وهي التجوية ويمكن تعرف
التجوية على أنها عملية تحلل وتفتت الصخور والتربة على سطح الأرض بواسطة العوامل
الجوية السائدة دون نقل الفتات من مكانه.
تتكون
الحفر البالوعية إثر عمليات التآكل الطبيعية التي يعمل بها الماء لتفتيت الصخور
فمثلا قد تؤدي المياه الجوفية إلى إذابة الأسمنت الكربوني الذي يحجز جزيئات الرمل
ويتداخل بين الشقوق مكونا فراغات بينها تدريجيا وبالتالي تتفتت هذه الصخور وتنتج
الحفر البالوعية. وتتفاوت
البالوعات تفاوتاً كبيراً في مساحتها وعمقها، فقد لا تزيد مساحة بعضها على بضع
ياردات مربعة، وقد تصل مساحة بعضها الآخر ما بين 10, 30 قدماً، وقد يغور بعضه في
داخل التكوينات الجيرية مائة قدم أو أكثر. ومعظم هذه البالوعات ذات شكل قمعي بحيث
تصل إلى أقصى اتساع لها فوق سطح الأرض. وتزداد ضيقاً كلما غارت - وتعمقت فيها،
ولذا تبدو كأنها متصلة بالمجاري السفلية التي تمتد تحت الأرض بما يشبه الأنابيب.
أنواع الحفر البالوعية:
1- بالوعات الإذابة dolinas: يتكون
ببطء ملحوظ إثر عملية الإذابة في الصخور الأصلية.
2- البالوعات الإنهيارية collapse sinks:
يتكون نتيجة انهيار الصخور الجيرية السطحية، فوق شرخ ازداد اتساعه بفعل عملية
الإذابة.
3- "البوليي
polje" : وهي تسمية
يوغوسلافية (شائعة في البوسنة) تطلق على الأحواض الطولية الشكل التي تتميز بأن
أرضها مسطحة مستوية، وتحيط بها حوائط مرتفعة من كل الجهات، وتكون في المناطق
الجيرية التي تعرضت للهبوط سواء بحركات من الالتواء أو الانكسار. وكثيراً ما تصل
مساحة بعض أحواض البوليي المثالية إلى عدة أميال مربعة. ويوجد عدد كبير منها في
شبه جزيرة البلقان, وأكبرها حوض ليفنو Livno polje
بغرب يوغوسلافيا الذي يبلغ طوله 40 ميلاً ويتراوح اتساعه ما بين ثلاثة وسبعة أميال.
الحفر البالوعية حول العالم:
-
الأردن
:
يزيد عدد الحفر على الساحل الأردني على 3500
حفرة بعمق 20 إلى 30 مترًا، يتراوح قطر الواحدة منها بين 10 إلى 100 متر، بينما لا
تتعدى 200 حفرة على الجهة الغربية المقابلة. وهذه الحفر تظهر بتسارع شديد خلال
الأعوام الخمسة الماضية في مناطق غور حديثة، واللسان، ووادي نميرة، ووادي الصافي.
-
البحر الميت:
نتجت الحفر البالوعية في البحر الميت نتيجة
لانكماش البحر وذوبان الطبقات الملحية الهشة في محيطه مما ألحق الضرر بالمنشآت
والبنية التحتية والطرق الممتدة على جانبي البحر الميت والذي يشكل خطرا على مرتادي
شواطئ البحر الميت.
-
الكارست:
أبلغت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عن إصلاح
الأضرار التي لحقت بالمباني والطرق السريعة وغيرها من البنى التحتية مما يمثل
تكلفة وطنية كبيرة. تشير البيانات المتفرقة وغير المكتملة إلى أن متوسط تكلفة
الأضرار المرتبطة بالكارست في الولايات المتحدة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية
يقدر بـ 300،000،000 دولار على الأقل في السنة ، وربما يكون المجموع الفعلي أعلى
بكثير. أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن أكبر قدر من أضرار بالوعة بالكرات
حدث في فلوريدا وتكساس وألاباما وميسوري وكنتاكي وتينيسي وبنسلفانيا.
إشترك بالنشرة البريدية
الإبتساماتإخفاء