محمد الفاتح
محمد الفاتح |
نسبه ونشأته:
هو محمد بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن
بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل. ولد محمد الفاتح
عام 1429م ، لأبيه السلطان مراد الثاني، وأمه هي السلطانة خديجة عليمة، في مدينة أدرنه
التي كانت عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره ، بعثه
والده إلى أماسيا ليحكمها في عهده "كما كانت العادة في الدولة
العثمانية". ليتعلم الحكم طفلا ويتربى على تعاليم الإسلام ويحفظ القرآن
الكريم عن طريق المعلمين الذين بعثه إليهم والده.
كان الفاتح تلميذاً لخيرة العلماء والأساتذة في
عصره، كأحمد بن إسماعيل الكوراني، الذي يعتبر أول معلم للفاتح والذي حفظ الفاتح
القرآن على يديه، كما تعلم على يدي الشيخ آق شمس الدين والذي استطاع أن يزرع فيه
قناعة أنه المقصود بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يروي بشر الغنوي فيقول
:( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير
أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش)). وكان لذلك الأثر الكبير في تكوين شخصية محمد
الفاتح. تعلم محمد الفاتح على يدي الشيخ آق شمس الدين سنقر علوم القرآن الكريم،
والسنة النبوية، والفقه، وعلوم الفلك، والتاريخ، والرياضيات، بالإضافة إلى بعض
اللغات، كالعربية والفارسية والتركية.
اعتلاؤه العرش للمرة الأولى وتنازله عنه:
في 13 يوليو سنة 1444م الموافق 26 ربيع الأول سنة
848 هـ ، أبرم السلطان مراد الثاني معاهدة سلام مع إمارة قرمان بالأناضول وسافر
إلى ولاية أيدين للإقامة بعيدا عن هموم البلاد وغمومها لذا تنازل لابنه محمد
البالغ من العمر أربع عشرة سنة، لكنه لم يمضي على خلوته بضعة أشهر حتى أتاه خبر غدر المجر وإغارتهم على بلاد البلغار
غير ملتزمين بمعاهدة السلام. حيث كتب السلطان محمد الثاني إلى والده يطلب منه
العودة ليتربع على عرش السلطنة تحسبا لوقوع معركة مع المجر، إلا أنه رفض هذا
الطلب. فرد محمد الفاتح" إن كنت أنت السلطان فتعال وقف على قيادة جيشك ورئاسة
دولتك وإن كنت أنا السلطان فإني امرك بقيادة الجيش". وبناء على هذه السالة
فقد عاد السلطان مراد الثاني وقاد الجيش العثماني في معركة فرنا وانتصر فيها
المسلمون بتاريخ 10 نوفمبر سنة 1444م.
ما هي القسطنطينية؟
تم تأسيس القسطنطينية في عام 330م على يد قسطنطين
الأول، وكانت تقع في موقع مميز وفريد حيث قيل عنها "لو كانت الدنيا مملكة
واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها"، والقسطنطينية هي
إسطنبول حاليا.
فتح القسطنطينية:
سعى السلطان محمد الفاتح جاهدا لفتح القسطنطينية
منذ تولى الحكم، فأعنى اهتمامه بتقوية جيشه من الناحيتين: المادية والمعنوية، حيث
أنه أرسل إليهم العلماء لغرس روح الجهاد في نفوسهم، وتذكيرهم ببشارة النبي صلى
الله عليه وسلم بالفتح وثنائه على جيش الفتح وذلك ليبذلوا قصار جهدهم من أجل الفتح.
ثم قام بوضع خطة يمنع بها حدوث أي أمر يحول بينه وبين فتح القسطنطينية، فبنى حصنا
للمسلمين وقد استغرق بنائه ثلاثة أشهر فقط. كما أحضر المهندس (أوربان) لصناعة
مدافع قوية، كما قام بإنشاء ممر في الجبل لتسهيل حركة السفن إلى الخليج، حيث تم
نقل سبعين سفينة مما ساعده على مفاجأة الروم بسفنه التي تحاصر القسطنطينية واستمر
هذا الحصار مدة 53 يوما، عقبها تحقق حلم الفاتح والمسلمين في فتح القسطنطينية.
وفاة محمد الفاتح:
توفي محمد الفاتح عن عمر يقارب 49 عاما بعد أن
قضى 31 عاما في الحكم، حيث انه توفي على يد الطبيب يعقوب الذي دس السم له في
الطعام. ووصلت رسالة وفاة الفاتح إلى إسطنبول بعد ستة عشر يوما من وفاته ذكر فيها
جملة "لقد مات النسر الكبير".
إشترك بالنشرة البريدية
الإبتساماتإخفاء