تمثال كريزي هورس
يحكى
أن رجلا أمريكيا يدعى جويلكو فسكي اشتهر كنحات رغم أنه لم يتلق درسا واحدا في فن
النحت. كتب له أحد الهنود الحمر طالبا منه أن يصنع تمثالا لائقا لتخليد ذكرى
الزعيم الهندي "كريزي هورس"، حتى يعلم الرجال البيض أن للهنود الحمر
زعماء هم الأبطال. ومن الجدير بالذكر أن هذا الزعيم الهندي دافع عن شعبه دفاعا
مستميتا واستطاع أن يهزم الجنرال الشهير "كاستر" هزيمة شنعاء في عام 1876
، وأسر من الجنود البيض أعدادا كبيرة، وأطلقهم بعد وعد الحكومة بأن تترك لهم
أراضيهم، وعندما تقدم له رجل أبيض حاملا علم الهدنة الأبيض قتل مغتالا وحلت
بالهنود مذبحة رهيبة، ومن يومها أطلق الهنود على تلك التلال أسم بلاك هيلز أي
التلال السوداء. وبما أن الفنان كان متعاطفا مع الهنود الحمر فقد وافق على أن يقوم
بذلك وباع كل ما يملكه ورحل إلى التلال السوداء ليبدأ في نحت أكبر تمثال على وجه
الأرض والذي بلغ ارتفاعه 600 قدم.
بدأ
الفنان جويلكو فسكي في نحت التمثال سنة 1948 وتوقع أن ينتهي منه بعد 23 سنة، ورفض
أن يأخذ أي معونة من الحكومة، غير أن الرسوم التي كان يتقاضاها سنويا من مئات
الآلاف من السياح والمتفرجين عليه، كان يغطي بها التكاليف وما زاد منها كان ينفقه
على علاج فقراء الهنود الحمر ومساعدتهم. وقد واجهته العديد من الصعاب ولكنه لم
ييأس واستمر بالعمل، وجند أبنائه ليتعلموا ويعملوا معه حتى توفي عام 82 ومخلف خلفه
سبعة من أبناءه العشرة يواصلون النحت. وقاموا بدفن والدهم عند سفح الجبل.
ومن
الجدير بالذكر أن التمثال لم يكتمل حتى الآن ولكن رغم أنه لم يكتمل فإنه مازال
يجذب العديد من السياح لمشاهدته بين ملايين الأطنان من الصخور من حوله.
من هو الزعيم الهندي كريزي هورس:
هو
قائد حربي من السكان الأصليين ينتسب لقبيلة أولالا لاكوتا في القرن التاسع عشر.حارب
قوات الحكومة الاتحادية الأمريكية مقاومًا سعيها للتوسع على حساب أراضي ووجود
قبائل لاكوتا، وكان من أكبر الانتصارات التي شارك فيها ضد الجيش الأمريكي ما تحقق
في معركة ليتل بيگهورن في يونيو 1876.
معركة ليتل بيك هورن في 25 يونيو 1876:
داهمت
فرقة الفرسان السابعة بقيادة كاستر مخيما كبيرا لقبائل الشايان واللاكوتا على
امتداد نهر ليتل بيگهورن، وكانت هذه هي آخر معارك كاستر. ولا يعرف على وجه الدقة
دور أو تحركات القائد الهندي كريزي هورس في هذه المعركة، إلا أن الثابت هو أنه لعب
دورًا بارزًا في المعركة. وقد شهدت بجسارته العديد من روايات شهود العيان من
الهنود الحمر. فقال "رجل الماء"، وهو واحد من خمسة مقاتلين فقط من قبائل
الأراباهو شاركوا في المعركة: لقد كان (كريزي هورس) أشجع رجل رأيته على الإطلاق.
كان يقترب راكبا جواده من الجنود، ويصيح في مقاتليه، وكان كل الجنود يطلقون النار
نحوه، ولكنه لم يصب قط. كما شهد "الجندي الصغير" ـ وهو أحد مقاتلي السو
في هذه المعركة ـ بأن كريزي هورس كان "أعظم مقاتل في المعركة كلها.
مقتل كريزي هورس:
في
سنة 1877 استسلم كريزي هورس للقوات الأمريكية بقيادة الجنرال جورج كروك، ولم يلبث
أن قُتل ـ وهو يقاوم السَجن ـ على يد حارس أمريكي في معسكر روبنسون (في نبراسكا
الحالية). ويعد الجواد الجامح من الرموز البارزة عند الهنود الحمر، وقد كرمته إدارة
البريد الأمريكية بإصدار طابع يحمل صورته بقيمة 13 سنتًا ضمن سلسلة طوابع
"الأمريكيون العظماء".
إشترك بالنشرة البريدية
الإبتساماتإخفاء