ابن النفيس
ابن النفيس |
أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي
المخزومي القرشي الدمشقي الملقب بابن النفيس ويعرف أيضا بالقرشي نسبة إلى قبيلة
قريش العربية. وهو عالم موسوعي وطبيب مسلم له إسهامات كثيرة في الطب ويعتبر مكتشف
الدورة الدموية الصغرى وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان. قام ابن النفيس بوضع
نظريات يعتمد عليها العلماء الآن. عين رئيسا لأطباء مصر. يعتبره الكثيرون أعظم
فيزيولوجيي في العصور الوسطى. ظل الغرب على نظريته حول الدورة الدموية حتى قام
ويليام هارفي باكتشاف الدورة الدموية الكبرى. وقد تميز ابن النفيس بمعرفته الواسعة
التي جعلت منه فقيها ومؤلفا في النحو والتاريخ، وظلت إسهاماته الطبية مرجعا
للعلماء حتى العصر الحديث.
نشأة ابن النفيس:
ولد ابن النفيس بدمشق ( سوريا الآن) عام 607 هـ،
ودرس في البيمارستان النوري، وتعلم الفقه على مذهب الإمام الشافعي، واطلع على
العديد من المنجزات الفكرية في عصره، فدرس الفلسفة، واللغة، واهتم بتفسير القرآن
الكريم، وقبل أن يتم الثلاثين من عمره انتقل إلى مدينة القاهرة. وعند انتقال ابن النفيس للقاهرة عمل في
المستشفى الناصري، وبعد ذلك في مستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون، حيث
أصبح "رئيسًا للأطباء". كما أصبح طبيبًا خاصًا للسلطان الظاهر بيبرس بين
عامي 1260 و1277. كان لابن النفيس مجلس في داره يحضره
أمراء القاهرة ووجهاؤها وأطباؤها، كما كان ابن النفيس أعزب فأغدق على بناء داره في
القاهرة، وفرش أرضها بالرخام حتى إيوانها. أما عن وصفه، فقد كان طويل القامة نحيفا
أسيل الخدين، ولم تقتصر شهرته على الطب فقط، بل كان يعد من كبار علماء عصره في
اللغة والفلسفة والفقه والحديث.
إنجازات ابن النفيس:
لابن
النفيس إنجازات علمية لا تعد ولا تحصى من مؤلفات ونظريات واكتشافات وغيرها، ولكن أشهر
إنجازاته كان اكتشافه الدورة الدموية الصغرى التي مهدت لاكتشاف الدورة الدموية
الكبرى بعد ذلك، ويقول عنها " إن الدم ينقى في الرئتين من اجل استمرار الحياة
وإكتساب الجسم القدرة على العمل، إذ يخرج الدم من البطين الأيمن على الرئتين، حيث
يمتزج بالهواء، ثم إلى البطي الأيسر". وبهذا الاكتشاف دحض ابن النفيس الرأي
الذي كان سائدا قبل ذلك والذي يقول بأن الدم يتكون أولا في الكبد ثم ينتقل إلى
البطين الأيمن في القلب، وليس القلب هو المتحكم الرئيسي في عملية ضخ الدماء.
لم
تعرف العصور الحديثة اكتشاف ابن النفيس عن طريق الصدفة وذلك في عام 1924، حيث عثر
العالم محيي الدين التطاوي أثناء دراسته لتاريخ الطب العربي في العاصمة الألمانية
برلين على مخطوطة عنوانها "شرح ترشيح القانون" والتي كان ابن النفيس قد
كتبها بخط يديه يشرح بها طريقة سريان الدماء في الجسم فيما يعرف بالدورة الدموية
الصغرى، حيث تم إخفاء تلك المخطوطة لعدة سنوات وسرقة محتواها العلمي.
تميز
ابن النفس بأصالة الراي واستقلال الفكر واعتماد المنهج التجريبي في إثبات الحقائق
العلمية من رصد، ومشاهدة، ومقارنة، وملاحظة، وإجراء للتجارب، كما أنه كان يؤمن
بحرية القول وضرورة الاجتهاد، وألا يتردد في نقد أخطاء كبار الأطباء السابقين
كجالينوس وابن سينا وغيرهم.
وفاة ابن النفيس:
توفي
ابن النفيس في العاصمة المصرية القاهرة في المستشفى المنصوري الذي كان يعمل به
كبيرا للأطباء، ومرض قبل وفاته مرضا شديدا لعدة أيام، فحاول الأطباء علاجه
باستخدام الخمر ولكنه رفض ذلك رفضًا شديدا قائلا جملته شهيرة "لا ألقى الله
وفي جوفي شيء من الخمر".
وبعد
نحو ستة أيام من المرض، وافت ابن النفيس المنية عن عمر ناهز الثمانين عاما يوم
الجمعة الموافق 17 كانون الأول/ ديسمبر 1288، وآخر ما قاله وهو يوصي تلامذته
وزملائه على الحفاظ على قيمة وأهمية العلم "إن شموع العلم يجب أن تضيء بعد
وفاتي".
إشترك بالنشرة البريدية
الإبتساماتإخفاء