تمثال رجل يعبر الحائط في باريس
 |
| تمثال رجل يعبر الحائط في بارس |
تمثال الرجل الذي يعبر الحائط هو أحد أكثر
الأعمال تميزا فهو فريد من نوعه ومتقن الصنع وبارز الملامح وبسبب تميزه الشديد فهو
يعتبر من أكثر التماثيل جلباً للسياح حول العالم وقد تم انشائه كهدية من نحات شهير
إلى صديقه المقرب تكريما منه له على أعماله الرائعة وقصصه المميزة التي حازت على اعجاب
العديد من الناس فهي مميزة ككاتبها ومن الجدير بالذكر أن العديد من الناس لا
يعلمون أن الممثل المشهور من أفلام "أسرار باريس" و"فانتوماس"
و"كونت أوف مونتي كريستو" جان ماريه اشتهر أيضا كونه كاتبا وفنانا ونحاتا
، وقد كان متقنا لعمله في كل مجال من هذه المجالات مما جعل العديد من الفنانين
والأشخاص المهمين يتفاجؤن من روعة أعماله وشدة اتقانه.
فقد فوجئ بابلو بيكاسو عندما شاهد بعض أعمال
النحت المبتكرة لماري وقد صرح معجبا ومتعجبا كيف أن الشخص الذي يتمتع بموهبة مثل
النحت يستطيع أن يمضي بعض وقته في الأعمال السنيمائية والمسرحية.
وقد تحدث جان ماري نفسه عن هواياته على النحو
التالي: " أنا لا أعمل على النحت لأنني نحات، وأنا لا أرسم لأنني فنان، وأنا
لا أكتب لأني كاتب... أنا فقط أستمتع، وأنت تعرف ذلك! .... أنا حتى لا أعرف ما إذا
كنت ممثلا حقيقيا".
يعتبر تمثال الرجل الذي يعبر الحائط في باريس، في
مونمارتر بوليفارد أحد أشهر أعمال النحات العظيم جان ماريه وقد تم انشاء هذا النصب
التذكاري تكريما لصديقه الكاتب الشهير مارسيل ايميت الذي كتب 17 رواية مدهشة، كما أبدع
في كتابة مجموعات من القصص القصيرة والحكايات الخيالية والكوميدية. وقد وصف هذا
التمثال إحدى قصص مارسيل القصيرة والتي تروي حياة محاسب بسيط يمتلك قدرة فريدة حيث
يستطيع العبور من خلال الجدران مما جعل بطل هذه القصة لا يعرف كلمتين "لا"
و "مستحيل" حيث إنه لا يوجد باب مغلق أمامه ولا جدار يحول بينه وبين ما
يريد الوصول له. تم انشاء هذا التمثال في عام 1989 والذي يبلغ ارتفاعه مترين ونصف.
وقد جسد هذا التمثال شخصية البطل في القصة مع تطابق ملامحه مع ملامح الكاتب مارسيل
ايمي. وستلاحظ كذلك بأن الكاتب الشهير مارسيل ايمي قد عاش في شارع مونمارتر بول فيفال
لأكثر من 40 عاما وهذا ما جسده التمثال فهو يبدو كما لو كان مارسيل يغادر الجدار مباشرة
إلى مدخل منزله.
يعتبر هز اليد اليسرى من البرونز مارسيل إيمي من
الاعتقادات السائدة لدى السياح حيث يقال بأنه يجلب الحظ السعيد لمن يلامسها ويضمن
تحقيق رغباته واحلامه وعليه فإن جميع السياح الذين يأتون من مختلف دول العالم لا
يفوتون فرصة قول "مرحبا" لتمثال الكاتب الشهير رغبة في تحقيق أحلامهم
وامنياتهم وجلب الحظ السعيد لحياتهم.
ومما لا شك فيه أن العديد من الأشخاص حول العالم
يتمنون امتلاك القدرة على اختراق الجدران بحرية ودون أي ضرر على الصحة الشخصية.
وقد كانت هدية النحات جان ماريه في مكانها فقد جسدت القصة القصيرة التي كتبها
مارسيل إيمي والتي كانت تروي قصة البطل مسيو دوتيل الذي عاش في باريس في منتصف
القرن الماضي. تم وصف مغامرته بالتفصيل وقد كان هذا العمل مثيرا للاهتمام ومليئا
بالمواقف المضحكة حيث تقوم الشخصية الرئيسية باستخدام القدرة المذهلة لإحضار رئيسه
إلى مستشفى الأمراض النفسية، والتسلل بسهولة إلى المؤسسات المالية المغلقة، والهرب
من السجون مما جعله يشعر بحريته من جميع القيود التي تحول بينه وبين ما يريده وقد
ختم الكاتب قصته الرائعة بنهاية مأساوية فقد ترك بطله عالقا في جدار المنزل.
إشترك بالنشرة البريدية
الإبتساماتإخفاء